السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*أسرة البلاغ
يتميّز عالمنا المعاصر بتوفـّر وسائل الثقافة والمعرفة ، وتراكم الانتاج الثقافي ..
فالكتاب والمجلّة والصحيفة والراديو والتلفزيون والانترنت والفيديو والفا**** ، وغيرها من وسائل نقل الثقافة والمعلومات ، إنّ كلّ هذه الوسائل وفرت للإنسان مادّة ثقافية واسعة ، وبسرعة هائلة ، يصله بعضها بسرعة الضوء والصوت ، ولم يعد هناك من حاجز بين الشعوب والاُمم ، يحجز هذا اللّون من الثقافة أو ذاك عن الآخرين ، كما كان قبل عشرين عاماً مثلاً .
ووسائل الاعلام المتطوِّرة ، المسموعة المرئيّة والمقروءة ، تنقل لنا ألواناً مختلفة من الثقافات والأفكار ..
بعضها يُشكِّل ثقافة بنّاءة وصالحة ، تساهم في هداية الانسان وتوثيق علاقته بالله سبحانه ، وإصلاح المجتمع ، وتنمية الوعي ، وبناء الشخصية ، ومكافحة الفساد والجريمة والعادات السيِّئة ..
وبعضها يعمل على نشر الإلحاد والإنحطاط الأخلاقي ، وإبعاد الانسان عن الارتباط بالله سبحانه خالق الوجود ، ويُشجِّع على التربية المنحرفة ، وفصل شخصيّتنا وثقافتنا عن حضارتنا وعقيدتنا وتأريخنا الاسلامي، أو نشر الخرافة والأساطير باسم الاسلام ، فتسيء إلى الثقافة الاسلامية ، وتُشوِّه الفكر الاسلامي ...
فكثير من الكتب والمقالات والأفكار تطعن بفكرنا الاسلامي ، وتحاول هدمه ، وإثارة الشبهات في أذهاننا ، والتشكيك بعظمة الفكر الاسلامي النيِّر الّذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور ، أو تعرض الاسلام عرضاً خرافيّاً ، أو متخلِّفاً مشوّهاً ..
إننا نلتقي بألوان مختلفة من الثقافة ، ولا نتقبّلها جميعاً ..
إنّ لدينا أُسساً ثقافية ومقاييس ثقافية .. إننا نقيس صحّة الثقافة بالعقيدة والأحكام والأخلاق الاسلامية ، وبما توصّل إليه العلم والعقل السّليم .. فما وافق هذه المبادئ ، فهو ثقافة سليمة نؤمن بها ونتلقّاها ، وما خالف هذه المقاييس فنحن نرفضه ولا نتقبّله .
وإذاً ، فنحن نتعامل مع ثقافة الآخرين وهم غير الاسلاميين .. نتعامل مع الثقافة غير الاسلامية تعاملاً انتقائيّاً ، أي نأخذ منها ما هو نافع وسليم ومتوافق مع أُصولنا الاسلامية ، ونرفض ما يُخالف عقيدتنا وشريعتنا ، ويضرّ بشخصيّة أمّتنا.